مدونة البوابة

ما هي تحديات وفرص قطاع التمويل الأصغر وفقاً لبوصلة الشمول المالي 2024 ؟

من سلسلة قرأنا لكم – بوابة الشمول المالي من أجل التنمية فينديف
فرح عبد الساتر، رئيسة تحرير بوابة الشمول المالي من أجل التنمية باللغة العربية

فرح عبد الساتر، رئيسة تحرير بوابة الشمول المالي من أجل التنمية باللغة العربية. تتضمن مسؤولياتها تطوير وترويج المحتوى، وإدارة الشراكات من أجل المعرفة والتواصل مع المؤسسات الرئيسية، وتنظيم الندوات عبر الإنترنت لممارسي وصناع سياسات الشمول المالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لديها مسيرة مهنية تمتد لأكثر من 15 عامًا، في إدارة مشاريع وفرق إعلامية لعدد من وكالات الأمم المتحدة. وشغلت منصب المتحدثة الرسمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وكالة الأمم المتحدة للهجرة (2017-2020). تشمل مؤهلاتها الأكاديمية درجة الماجستير في إدارة وسائل الإعلام من المدرسة العليا للصحافة في ليل (فرنسا) ودرجة البكالوريوس في القانون من الجامعة اللبنانية.

 

يسر بوابة الشمول المالي من أجل التنمية فينديف أن تُطلق سلسلة مدونات تقوم بتحريرها رئيسة تحرير البوابة العربية، وتُلخّص أبرز نتائج ومعطيات التقارير الدولية الخاصة بالشمول المالي والتي تكون غالبًا باللغة الإنكليزية.

 

ما هي بوصلة الشمول المالي 2024 ؟

بوصلة الشمول المالي 2024 هي السابعة في السلسلة السنوية الصادرة عن هي الشبكة الأوروبية للتمويل الأصغر، وهي الشبكة الرائدة للمنظمات والأفراد الناشطين في قطاع الشمول المالي في البلدان النامية. تضم الشبكة حوالي 120 عضوًا حول العالم يمثلون كافة التخصصات في قطاع التمويل الأصغر. أما بالنسبة لجديد هذا الإصدار من بوصلة الشمول المالي فهو سؤال عن نقاط الضعف المتصورة في حماية العملاء، حيث طُلب من المستجيبين النظر في قائمة من معايير/مبادئ حماية العملاء الراسخة وتحديد أي منها، في رأيهم، لديه أكبر نقاط الضعف - أي حيث ينبغي تركيز الاهتمام والموارد.

نُقدم لكم فيما يلي أبرز إتجاهات، تطورات وفرص قطاع الشمول المالي عالمياً وفق إجابات كافة المشاركين على هذا الإستطلاع الرئيسي في قطاع التمويل الأصغر، والتي تعني بشكل مباشر أيضاً كافة ممارسي(ات) وصانعي(ات) سياسات الشمول المالي بالدول العربية.

 

التكيف مع تغير المناخ: الأولوية القصوى

في بوصلة الشمول المالي لعام 2024، تصدّر التكيف مع تغير المناخ قائمة الأولويات، بعد أن كان في المركز الثامن في 2022 والثاني في 2023. يعتبر المشاركون أن التكيف مع تغير المناخ "أهم تحدٍ عالمي" و"ضرورة حتمية لبقاء مبادرات الشمول المالي". هذا الاتجاه يعكس الإدراك المتزايد بأهمية الاستجابة للتغيرات المناخية وتداعياتها على الفئات الضعيفة والمهمشة التي تخدمها مؤسسات الشمول المالي بشكل رئيسي.

من المهم أن نشير إلى أن التكيف مع تغير المناخ لم يعد فقط موضوعًا بيئيًا، بل أصبح مرتبطًا بشكل وثيق مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية. فمن خلال توفير الدعم المالي والتقني للأفراد والمجتمعات المتضررة من الكوارث الطبيعية، يمكن لمؤسسات الشمول المالي أن تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز المرونة وتحقيق الاستدامة.

 

حماية العملاء: التحديات المتزايدة

تظل حماية العملاء من أهم القضايا التي تشغل بال المشاركين منذ إطلاق بوصلة الشمول المالي عام 2018، إذ تتعرض الفئات المستفيدة من قطاع الشمول المالي لتهديدات متعددة، بما في ذلك "زيادة حالات الاحتيال الإلكتروني" والتهديدات الأمنية. وفقًا للتقرير، فإن حماية العملاء تأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية في عام 2024.

أبرز المشاركون في التقرير أن التهديدات الرقمية تمثل تحديًا كبيرًا يتطلب استجابة سريعة ومبتكرة. يحتاج مقدمو الخدمات المالية إلى تبني حلول تكنولوجية متقدمة لتحسين أمان المعاملات وحماية البيانات الشخصية للعملاء. بالإضافة إلى ذلك، يجب تعزيز التوعية بين العملاء حول كيفية الحماية من الاحتيال والتعامل مع التهديدات الرقمية بفعالية.

 

الابتكار في تطوير المنتجات: القفزة النوعية

شهد الابتكار في تطوير المنتجات قفزة كبيرة في بوصلة 2024، حيث ارتفع إلى المرتبة السادسة بعد أن كان في المرتبة الحادية عشرة في عام 2023. هذا الارتفاع يعكس الطلب المتزايد من مؤسسات الخدمات المالية على تطوير منتجات جديدة تتماشى مع احتياجات العملاء المتغيرة.

تعتبر مؤسسات الخدمات المالية أن الابتكار في تطوير المنتجات أمر بالغ الأهمية لمواجهة التهديدات من شركات التكنولوجيا المالية والمنافسين الجدد. يشير جواكيم بالد، قائد ممارسة في مدرسة فرانكفورت للتمويل والإدارة، إلى أن "الابتكار الفعلي في الخدمات المالية نادر "، مما يعكس الحاجة إلى إحداث تغييرات جوهرية في كيفية تقديم الخدمات المالية.

يشدد التقرير على أن الابتكار يجب أن يكون شاملاً ويغطي جميع جوانب المنتجات المالية، بما في ذلك القنوات التسويقية وتجربة العملاء. من الضروري أن تركز مؤسسات الشمول المالي على تحسين القيمة المقترحة للمنتجات المالية الحالية وزيادة قدرتها على تلبية احتياجات العملاء بفعالية.

 

التحول الرقمي: الطريق إلى المستقبل

التحول الرقمي لمقدمي الخدمات المالية يمثل أهمية قصوى في بوصلة الشمول المالي 2024، حيث يُعتبر من بين الاتجاهات الأساسية التي تشكل مستقبل القطاع. يؤكد المشاركون على ضرورة التقدم التدريجي في التحول الرقمي، خاصةً مع الأخذ في الاعتبار أن العديد من العملاء لديهم مستويات تعليمية متواضعة.

يشير التقرير إلى أن التحول الرقمي يمكن أن يسهم بشكل كبير في توسيع نطاق الوصول إلى الخدمات المالية وتحسين الكفاءة التشغيلية لمقدمي الخدمات. ومع ذلك، يجب أن يتم هذا التحول بحذر لضمان عدم زيادة الفجوة الرقمية وتهميش الفئات الضعيفة.

 

تقييمات المشاركين حسب منطقة العمل وفئة المشارك

يقدم التقرير تحليلاً شاملاً للتقييمات حسب فئات المشاركين، موضحاً الفروقات الملحوظة في ترتيب الأولويات. مثلاً، يضع مزودو الخدمات المالية تغير المناخ في المركز الثالث، بينما يراه المشاركون الآخرون في المركز الأول. هذا الاختلاف يعكس التنوع في الاحتياجات والتحديات التي تواجه مختلف الفئات داخل القطاع.

وفقاً للتقرير، فإن الابتكار في تطوير المنتجات يأتي في المرتبة الأولى بالنسبة لمؤسسات الخدمات المالية، مقارنة بالمرتبة التاسعة لدى الأطراف الأخرى. يعكس هذا التركيز الكبير على الابتكار التحديات المتزايدة التي تواجهها مؤسسات الخدمات المالية في ظل المنافسة الشديدة من شركات التكنولوجيا المالية والمنافسين الجدد.

 

المجالات ذات الأولوية المستقبلية

تستمر بوصلة الشمول المالي في استكشاف المجالات ذات الأولوية المستقبلية، حيث طُلب من المشاركين تحديد أهم خمسة مجالات يرون أنها تحتاج إلى تركيز الجهود والموارد. تتضمن هذه المجالات: التكيف مع تغير المناخ، حماية العملاء، والابتكار في تطوير المنتجات.

يشير التقرير إلى أن المشاركين يتوقعون أن يستمر الابتكار الرقمي في لعب دور حاسم في تحسين الشمول المالي وزيادة الوصول إلى الخدمات المالية. كما يؤكدون على أهمية تعزيز التعاون بين مختلف الأطراف داخل القطاع لتحقيق أهداف الشمول المالي بشكل أكثر فعالية.

 

الفرص الضائعة: دروس مستفادة

يتناول التقرير أيضًا الفرص الضائعة التي يمكن أن تشكل دروساً مستفادة للقطاع في المستقبل. يشير المشاركون إلى أن القطاع كان يمكنه تحقيق تقدم أكبر لو تم التركيز على تعزيز ثقافة الأهداف الاجتماعية المشتركة بدلاً من التشجيع على المنافسة. يوضح أحد المستشارين المستقلين أن القطاع يسيطر عليه المستثمرون الذين يواجهون مجموعة محددة من الحوافز التي غالباً ما تتعارض مع مصالح المستفيدين المزعومين.

يشدد التقرير على ضرورة تبني نهج يركز على العميل وتحقيق التوازن بين الحاجة إلى التحول الرقمي وضمان عدم تهميش الفئات الضعيفة. يعتبر الاستثمار في البنية التحتية الرقمية والتعليم المالي من الأمور الأساسية التي يمكن أن تسهم في تحقيق الشمول المالي بشكل أكثر شمولية واستدامة.

---

عن الشبكة الأوروبية للتمويل الأصغر

e-MFP  أو الشبكة الأوروبية للتمويل الأصغر هي الشبكة الرائدة للمنظمات والأفراد الناشطين في قطاع الشمول المالي في البلدان النامية. تضم حوالي 120 عضوًا من جميع المناطق الجغرافية والتخصصات في مجتمع التمويل الصغير، بما في ذلك المستشارون ومقدمو خدمات الدعم، المستثمرون، مقدمو الخدمات المالية، الوكالات التنموية متعددة الأطراف والوطنية، المنظمات غير الحكومية والباحثون.

اترك تعليق

يقوم فريق تحرير البوابة بمراجعة وإدارة نشر التعليقات. نرحب بالتعليقات التي تقدم ملاحظات وأفكار ذات صلة بالمحتوى المنشور. تعلم المزيد.