مدونة البوابة

الإدخار لبناء الصمود: هل يتعارض مع الإدخار للمستقبل؟

كيف يمكن لحسابات الإدخار الرسمية أن تساعد الناس على إدارة المخاطر المالية بالإضافة إلى تجميع المدخرات للمستقبل؟
يدين تفتح محفظة بنية اللون.

غالبًا ما يُعادَل الإفتقار إلى المرونة المالية بنقص الدخل. ومع ذلك، فقد أظهرت الأبحاث المالية أن تقلبات الدخل غالبًا ما تكون مشكلة أكبر بكثير للفقراء من مجرد الدخل المنخفض .

يُعرّف برنامج Scale2Save المرونة المالية بأنها "القدرة على تلبية الإحتياجات اليومية والحياتية وبناء الأصول والتعامل مع النفقات والصدمات غير المتوقعة والإستثمار في المستقبل." هذا النوع من المرونة يتطلب أن يكون لدى الأشخاص إمكانية الوصول إلى الخدمات مثل حسابات التوفير والتأمين التي تسمح لهم بإدارة مخاطرهم.

لفهم إلى أي مدى سمحت المدخرات للعملاء بزيادة المرونة المالية خلال برنامج التعلم Scale2Save لمدة ست سنوات، أجرت شركة MarketShare Associates (MSA) بحثًا عن سوق العملاء بين أكتوبر/تشرين الأول 2021 ويونيو/حزيران 2022 مع ستة من شركاء Scale2Save من مقدمي الخدمات المالية في المغرب وأوغندا ونيجيريا وكينيا. وتناقش الورقة التعليمية التي تفصّل نتائج البحث الأسئلة التالية:

  • كيف يختلف الطلب على الإدخار عبر القطاعات ولماذا؟
  • كيف تم استخدام المدخرات لتحسين رفاهية الأسرة والتعامل مع الصدمات؟
  • ما التحديات التي واجهها العملاء في استخدام منتجات الإدخار الرسمية لبناء المرونة؟

يمكن أن تساعد المدخرات في بناء المرونة

وجدنا أن 70 بالمئة تقريباً من عملاء مقدمي الخدمات المالية أفادوا باستخدام جزء من مدخراتهم، وأن معظمهم كانوا يستخدمون مدخراتهم على النحو المنشود، مما يشير إلى أنهم حققوا أهدافهم الإدخارية. في الكثير من الحالات، ساعدت المدخرات على بناء المرونة المالية للعملاء من خلال القدرة على الإستجابة مباشرة للصدمات (على سبيل المثال، استخدام المدخرات لتغطية النفقات الطبية أو تغطية الإحتياجات الأساسية عندما ينخفض دخل الأسرة) أو استثمار مدخراتهم بطرق منتجة، وبالتالي تقليل التعرض للصدمات المستقبلية المحتملة.

التحديات للعملاء

كانت هناك ثلاثة أنواع من التحديات التي واجهها العملاء في استخدام منتجات الإدخار الرسمية لأسباب تتعلق بالمرونة:

  1. غالبًا ما وجد العملاء الذين استخدموا مدخراتهم للتعامل مع حالات الطوارئ المالية أن الأموال لم تكن كافية. ربما لم يدخروا بما فيه الكفاية لأن حسابهم لم يكن مفتوحًا لفترة طويلة جدًا أو لأن الأرباح المنخفضة حدت من قدرتهم على الإدخار.
  2. أشار بعض العملاء إلى أنهم يفضلون استخدام مصادر أخرى للتمويل لمواجهة حالات الطوارئ المختلفة. كان هذا هو الحال بشكل خاص بين مقدمي الخدمات المالية الذين يشجعون العملاء بشدة على الإدخار من أجل أهداف محددة، مما يدفع العملاء إلى تفضيل الإحتفاظ بمدخراتهم وتحديد مصادر بديلة (وربما أرخص) للتمويل، مثل الأصدقاء والعائلة.
  3. واجه بعض العملاء تحديات في الوصول إلى مدخراتهم أثناء حالات الطوارئ، مما منعهم من استخدام مدخراتهم للتعامل مع حالات الطوارئ. حواجز أخرى كانت متعلقة بميزات المنتَج وغالبًا ما كانت خاصة ببعض مقدمي الخدمات المالية. على سبيل المثال، أبلغ العملاء عن رسوم عالية لسحب الأموال أو فرض قيود على المبلغ الذي يمكن سحبه. وقد يفسر هذا أيضًا سبب لجوء العملاء إلى استخدام مصادر أخرى للتمويل للتعامل مع حالات الطوارئ.

تُحدث ميزات الحسابات فرقًا كبيرًا

تتمثل إحدى النتائج الرئيسية من البحث بوجود توتر بين ميزات الحساب التي تحفز تراكم المدخرات والميزات التي تتيح الوصول الفوري والسهل إلى المدخرات في حالة الطوارئ.  إن الحسابات ذات المتطلبات المنخفضة أو القيود الأقل على الأرصدة أو عمليات السحب مكنت العملاء من سحب المدخرات أثناء الأزمات. ومع ذلك، فهذه الميزات نفسها لم تحفز أصحاب الحسابات على تجميع المدخرات.

وهذا ما وجده البحث أيضًا:

  • كان العملاء الذين جمعوا مدخرات يمكنهم الإستفادة منها لاحقًا أكثر قدرة على التعامل مع الصدمات.
  • كان العملاء الذين تم تحفيزهم على الإدخار لأغراض محددة أو الذين لديهم منتجات حدت من سحب مدخراتهم أكثر قدرة على تجميع المدخرات.
  • سهّل الوصول إلى قنوات الوكلاء والجوّال القدرة على سحب المدخرات.
  • تقسيم العملاء مهم:
    • العملاء البالغين والذكور ادخروا بشكل متكرر لأغراض متعلقة بالعمل.
    • ادخر الشباب للنفقات غير المتوقعة أكثر بكثير من البالغين: 44 بالمئة من الشباب مقارنة بـ 34 بالمئة من البالغين.
    • ادخرت العميلات بشكل متكرر أكثر من أجل "أهداف متعلقة بالأسرة" وخصوصاً الإدخار لتعليم أولادهن.

توصيات لمقدمي الخدمات المالية

بناءً على هذه النتائج، نوصي بما يلي لمقدمي الخدمات المالية لمساعدة العملاء على تحسين قدرتهم على الصمود من خلال الخدمات القائمة على المدخرات:

  • قدموا نوعين من حسابات الإدخار لسوق الدخل المنخفض: حساب واحد يلبي احتياجات السيولة اليومية للعملاء ويمكن الوصول إليه بسهولة في حالة الطوارئ، وحساب آخر للمدخرات الموجهة نحو الأهداف.
  • وسعوا أنظمة الحوافز لتشجيع الموظفين والوكلاء ليس فقط على تعزيز فتح حسابات التوفير ولكن أيضًا لتحسين استخدام الحسابات وتراكم المدخرات.
  • استفيدوا بشكل أكبر من فرص الخدمات المالية الرقمية الموفرة للوصول عن بُعد.
  • تواصلوا مع العملاء باستمرار بشأن القنوات المتاحة لهم للإدخار وكيفية استخدامها.

من خلال هذه الخطوات، سيتمكن مقدمو الخدمات المالية من تقديم دعم أفضل لعملائهم لإدارة المخاطر المالية وتجميع المدخرات في الوقت نفسه. 

اترك تعليق

يقوم فريق تحرير البوابة بمراجعة وإدارة نشر التعليقات. نرحب بالتعليقات التي تقدم ملاحظات وأفكار ذات صلة بالمحتوى المنشور. تعلم المزيد.