مدونة البوابة

البلوك تشين والاستثمارات المؤثرة العابرة للحدود

تحويل الأموال والاستثمار بكفاءة أكثر وتكلفة أقل
التكنولوجيا المالية والبلوك تشين من أجل الشمول المالي في العالم العربي

إن الحلول القائمة على تقنية البلوك تشين يتم النظر إليها على أنها حلول مبتكرة لإحداث ثورة في المدفوعات وتوفير الخدمات المالية  للأشخاص الذين لا تقوم البنوك بخدمتهم في جميع أنحاء العالم. وبفضل هذه التقنية، أصبح من الممكن الإقراض المباشر بين الأفراد والاستفادة من القيمة الحقيقية للحوالات المالية وتحديد الهوية رقميا  بطريقة أكثر كفاءة وأقل تكلفة. ويمكن لكل من الأفراد والشركات في المنطقة العربية الاستفادة من الحلول المبتكرة للدفع والاستثمار والتي تعتمد على التكنولوجيا؛ وذلك نظرا للتحديات التي تواجهها الشركات الخاصة للحصول على التمويل وبشكل خاص الشركات الناشئة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة في جميع أنحاء المنطقة.

وبالرغم من أن التكنولوجيا المالية هي واحدة من القطاعات المزدهرة في المنطقة حيث بلغ إجمالي الاستثمارات في الشركات العربية الناشئة 893 مليون دولار؛ إلا أنه يوجد فجوة تمويل تقدر بحوالي ملياري دولار من الاستثمارات الخاصة في شركات التكنولوجيا المالية الناشئة. وقد شكلت الاستثمارات الخاصة بدول الخليج في شركات التكنولوجيا المالية على مدار السنوات العشر الماضية نسبة ضئيلة من الناتج المحلي الإجمالي (0.007%) بالمقارنة بالأسواق الناشئة (0.07%) وكذلك بالمقارنة مع المتوسط العالمي (0.03%). كما تواجه المشروعات الصغيرة والمتوسطة فجوة ائتمان تقدر بما يزيد عن 260 مليار دولار وفقا لدراسة أجراها البنك الدولي. ووجدت الدراسة أيضا أن مشروعا من بين كل خمسة مشاريع صغيرة ومتوسطة بالمنطقة لديه إمكانية الحصول على قرض أو خط ائتمان، بالمقارنة مع متوسط بمقدار 42% في كل من أمريكا اللاتينية وشرق أوروبا  ووسط و شرق آسيا ودول المحيط الهادي. ويعتبر إقراض البنوك للمشروعات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة من بين الأقل على مستوى العالم.

إن نماذج الأعمال القائمة على تقنية البلوك تشين وبشكل خاص المتعلقة بعمليات الدفع عبر الحدود، تقوم بتقديم ثلاث مزايا عن العمليات التقليدية لتحويل الأموال تتمثل في: التكاليف الأقل والسرعة والشفافية

وبالنسبة للأشخاص العاملين بالخارج،  يظل إرسال الأموال إلى عائلاتهم بالمنطقة عالي التكاليف حيث قد يصل متوسّط تكلفة التحويل 7% من قيمة المبلغ المرسل. هذه التكلفة تزيد عن المعدّل المستهدف من أهداف التنمية المستدامة والبالغ 3%. إن السبب الرئيسي في ارتفاع رسوم المعاملات هو عدم كفاءة البنية الأساسية المالية التي تم إنشاؤها قبل اختراع الإنترنت. كما أن حجم المعاملات ذات المبالغ الصغيرة قد ازداد دون تغيير البنية الأساسية في المنطقة.

 

وهنا تكمن فائدة وأهمية تقنية البلوك تشين والتكنولوجيا المالية. إن التكنولوجيا الحديثة تساعد على تخفيض التكاليف مثلما هو الحال في الحوالات المالية عبر الحدود، وكذلك تعمل على توسيع إمكانية الحصول على الخدمات المالية والعمل على سدّ فجوة التمويل في الشركات التي تركتها البنوك وأسواق رأس المال. إن نماذج الأعمال القائمة على تقنية البلوك تشين وبشكل خاص المتعلقة بعمليات الدفع عبر الحدود، تقوم بتقديم ثلاث مزايا عن العمليات التقليدية لتحويل الأموال تتمثل في: التكاليف الأقل والسرعة والشفافية. ويرجع الفضل في هذه المزايا غالبا إلى الطبيعة الموزعة لتقنية البلوك تشين والتي تتجنب الوساطة المكلفة بين الأطراف الفاعلة في السوق.

ومن هنا بدأ صندوق تطوير التشفير- CDF   الإستثمار القائم على تقنية البلوك تشين في الشركات الناشئة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة بالأسواق الناشئة؛ مما يمنح رواد الأعمال وأصحاب المشاريع إمكانية الحصول على مصادر جديدة تساعد في سدّ فجوة التمويل. ويعمل الصندوق بشكل وثيق مع كل من مركز البلوك تشين التابع لكلية فرانكفورت للمالية و الإدارة، و مجموعة بحوث البلوك تشين التابعة لجامعة ميونيخ التقنية ، بالإضافة إلى الشراكة مع وكالات التنمية مثل مختبر البلوك تشين التابع للوكالة الألمانية للتعاون الدولي لإيجاد حلول مبتكرة من أجل التنمية المستدامة؛ وذلك من أجل دعم الشركات الناشئة في البلدان النامية. ويقوم الصندوق حاليا بطرح مشروع تجريبي مع شركة تكنولوجيا مالية ناشئة في لاوس بنيجيريا. ويعتمد نهج الصندوق على ثلاث ركائز وفقا للرسم البياني التالي:

وكجزء من المنتدى العربي الأول للتقنيات المالية الحديثة ، تم إتاحة الفرصة لصندوق تطوير التشفير CDF مع شركة إيفريكس Everex  وهي إحدى الشركات الناشئة المبتكرة للاانضمام إلى المناقشات الحيوية التي تطرقت إلى السبل التي يمكن بها للقطاعين العام والخاص تعزيز البيئة الأساسية للتكنولوجيا المالية في المنطقة من خلال مراكز الابتكار وبرامج التسريع مثلما هو الحال في مركز فينتيك هايف بدبي، والمختبر التنظيمي لسوق أبو ظبي العالمي، وخليج البحرين للتكنولوجيا المالية. وقد سمعنا أيضا من الجهات التنظيمية المالية والبنوك المركزية عن جهود إقليمية متعددة من أجل تحديث نظم الدفع وطرح تجريبي لعملات مشفرة بين البنوك من أجل معاملات الشركات الكبيرة عبر الحدود. وقد صرّح ممثل إحدى الجهات التنظيمية معبّرا عن الروح العامة : "نحن نرحب بالتكنولوجيا، إلا أننا نحتاج إلى فهمها بشكل أفضل".

إننا نعتقد أن صانعي السياسات والمهنيين بالمنطقة العربية مستعدون للمساهمة في تكوين بيئة أساسية قوية. ويظهر التعاون بين القطاعين العام والخاص على مستويات السياسات العامة والسوق لفائدة مقدمي التكنولوجيا المالية والقطاع المالي بوجه عام؛ مع تواجد العديد من الأطراف الفاعلة الجديدة التي تقوم بتوفير فرص واعدة تهدف إلى خدمة الأفراد والشركات ماليا على نطاق واسع وبوتيرة سريعة وبفعالية أكبر من حيث التكلفة أكثر من أي وقت مضى. 


هذه المدونة جزء من سلسلة "التكنولوجيا المالية والبلوك تشين من أجل الشمول المالي في العالم العربي" التي تقوم بنشرها الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ  بالتعاون مع البوابة العربية للشمول المالي من أجل التنمية؛ وذلك لعرض بعض من القضايا الرئيسية الخاصة بالابتكار التكنولوجي والشمول المالي التي تم مناقشتها خلال  المنتدى العربي للتقنيات المالية الحديثة Arab#Fintex الذي انعقد في أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة خلال 12 - 13 ديسمبر/كانون الأول 2018  بتنظيم من  مبادرة الشمول المالي  للمنطقة العربية (FIARI) برعاية كل من صندوق النقد العربي، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ والتحالف العالمي من أجل الشمول المالي (AFI) والبنك الدولي  وبالتعاون مع مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي.

اترك تعليق

يقوم فريق تحرير البوابة بمراجعة وإدارة نشر التعليقات. نرحب بالتعليقات التي تقدم ملاحظات وأفكار ذات صلة بالمحتوى المنشور. تعلم المزيد.