مدونة البوابة

من الإستدامة إلى المسؤولية: الرؤية المستقبلية لقطاع التمويل الأصغر في العالم العربي

أبرز فعاليات مؤتمر سنابل السنوي لعام 2018
مؤتمر سنابل السنوي لعام 2018. عمان، الأردن.

عقدت سنابل، شبكة التمويل الأصغر للبلدان العربية مؤتمرها لهذا العام في عمان، الأردن في الفترة ما بين 6 و7  نوفمبر/ تشرين الثاني  2018 بعنوان "من الإستدامة إلى المسؤولية: رؤيتنا إلى الأمام" وتحت رعاية دولة رئيس الوزراء الأردني الدكتور عمر الرزاز. وقام السيد يوسف بن شقرون، رئيس مجلس إدارة سنابل والمدير التنفيذي لمؤسسة الأمانة بالمغرب بإلقاء الملاحظات الافتتاحية، كما قام الدكتور أحمد الحسين رئيس مجلس إدارة تنمية، شبكة مؤسسات التمويل الأصغر بالأردن بالترحيب بالحضور وعرض تطور قطاع التمويل الميكروي في الأردن. كما قام السيد زياد فريز، محافظ البنك المركزي الأردني بإلقاء الكلمة الرئيسية مشيدا بدور مؤسسات التمويل الأصغر في تطوير الاستراتيجية الوطنية للشمول المالي في الأردن مؤكدا على أهمية التمويل المسؤول من أجل تعزيز الشمول المالي. وفي ختام الافتتاح، قامت مقترضة من شركة صندوق تمويل المرأة بالأردن بمشاركة تجربتها مع الحضور ومدى التأثير الايجابي للتمويل الأصغر على حياتها وحياة أسرتها.

 لقد أتاح مؤتمر سنابل السنوي المجال  لتبادل الخبرات والمعرفة والتشبيك لأكثر من 370 مشاركا من 30  بلدا من خلال جدول أعمال ثري يحتوي على جلسات عامة وورش عمل حول موضوعات عديدة مثل قياس الشمول المالي في المنطقة ، والممارسات المسؤولة وأدوات القياس والتقييم، والتكنولوجيا المالية المسؤولة، والتحول المؤسسي والحوكمة،  وآفاق الخدمات الإدخارية، والتمويل المسؤول وقت الأزمات، والتمويل الزراعي، وتنمية المهارات القيادية والتفكير الاستراتيجي، والابتكار من قبل مجموعة متنوعة من المتحدثين والخبراء.  كما نظمت سنابل ورشتي عمل قبل المؤتمر: الأولى عن التمويل المسؤول بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية والحملة الذكية، والثانية عن التحول الرقمي بالتعاون مع شركة Finconecta بدعم من صندوق سند والبنك الهولندي للتنمية. وفيما يلي أبرز الرسائل من مؤتمر هذا العام.

هناك تقدم ملحوظ في مستويات الشمول المالي في العالم العربي ولكن هناك حاجة إلى المزيد للحاق بالأقاليم الأخرى. في الجلسة العامة الافتتاحية للمؤتمر، سلط المتحدثون الضوء على تحديات تحديد وقياس الشمول المالي في المنطقة العربية على الرغم من التقدم الإقليمي الملحوظ حسب قاعدة بيانات المؤشر العالمي للشمول المالي لعام 2017. ويرجع هذا التقدم بشكل رئيسي  إلى بلدان المنطقة ذات التعداد السكاني العالي التي سجلت زيادة كبيرة في ملكية الحسابات (العراق ومصر) أو تم تضمينها لأول مرة في قاعدة البيانات (ليبيا). كما تظهر البيانات المتاحة وجود سوق غير مستغلة للإدخار من قبل محدودي الدخل في المنطقة. ويظل هذا موضوعًا مثيرًا للجدل حيث يقتصر قبول الودائع على القطاع المصرفي فقط وفقًا للتشريعات والقوانين الحالية (بإستثناء بعض البلدان مثل السودان وسوريا واليمن). كما تظهر البيانات الإقليمية فجوة كبيرة بين الجنسين في ملكية الحسابات في المنطقة ولكن عند النظر إلى بيانات قطاع التمويل الأصغر، نجد أن معظم العملاء ذوي الدخل المنخفض هم من النساء. وعلى مستوى السياسات العامة، هناك فريق العمل الإقليمي المعني بتعزيز الشمول المالي في البلدان العربية  تحت أمانة صندوق النقد العربي والذي يضم مجموعة عمل معنية بالبيانات تعمل على مستوى البنوك المركزية  للتحسين من جودة ودقة تصنيف بيانات الشمول المالي في المنطقة. وبالنسبة لقطاع التمويل الأصغر، تقوم الشبكات الوطنية والهيئات التنظيمية المعنية على مستوى كل بلد بجمع ونشر البيانات بصفة دورية، ولكن لا يوجد في الوقت الحالي جهة مركزية تجمع هذه البيانات من أجل قياس اتجاهات القطاع وتحليلها على المستوى الإقليمي. وتمت الإشارة إلى توقف العديد من مقدمي الخدمات المالية من المنطقة عن تقديم التقارير إلى منصة ميكس والإفصاح عن مؤشراتهم  منذ عدة سنوات مما أدى إلى انقطاع في المعايير القياسية اللازمة للتحليل والمقارنة. وبنهاية الجلسة، كان من الواضح أن هناك حاجة إلى تضافر الجهود من أجل جمع بيانات الشمول المالي في المنطقة بصورة أفضل من أجل تطوير السياسات العامة وأيضا تصميم المنتجات والخدمات بطريقة ملائمة ومسؤولة. 

التمويل المسؤول معناه أن يكون العميل محور الإهتمام. على مدار جلسات المؤتمر، كان من الواضح أن تلبية احتياجات العميل بمسؤولية عامل مشترك  للنجاح سواء كان ذلك على مستوى تطوير استراتيجية رقمية ، أو الوصول إلى شريحة جديدة في السوق ، أو إطلاق منتج جديد ، أو خدمة الفئات المضررة خلال الأزمات. ولقد تم عرض الأدوات الخاصة بقياس وتقييم الممارسات المسؤولة من خلال شهادة الحملة الذكية لحماية العملاء، وقياس الأداء الاجتماعي باستخدام أداة SPI4 من منظمة سوريز، والمعايير العالمية لإدارة الأداء الاجتماعي، بالإضافة إلى إمكانية الحصول على تصنيف اجتماعي من جهات متخصصة. هناك أيضا دليل سيجاب الإلكتروني للتركيز على العميل (بالإنجليزية) والذي يضم دراسات حالة من حول العالم وأدوات متعددة من أجل مساعدة مقدمي الخدمات المالية على تصميم وتقديم الخدمات المالية بكفاءة.  وأعلن متحدث عن ريق عمل الأداء الاجتماعي (SPTF) إلى وجود فرصة أمام مقدمي الخدمات المالية في المنطقة الراغبين في تعزيز الممارسات المسؤولة من خلال مرفق التمويل المسؤول لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط الذي يهدف إلى تعزيز القدرات وممارسات إدارة الأداء الاجتماعي عن طريق تمويل الأنشطة والتدريبات المتخصصة. 

الاستمرار في العمل بالطريقة المعتادة لم يعد خيارًا لمؤسسات التمويل الأصغر في المنطقة.  كشفت جلسات المؤتمر عن التغييرات سريعة الوتيرة في المنطقة مع دخول أطراف جديدة ونماذج أعمال تتطلب آليات تمويل مختلفة وأزمات تتطلب العمل بمرونة. تحتاج مؤسسات التمويل الأصغر العربية إذا إلى التفكير بجدية في قضايا الحوكمة المؤسساتية، والتحول المؤسسي، وقنوات التوزيع المبتكرة، والطرق الملائمة لتوظيف إمكانات التكنولوجيا مع الحفاظ على الرسالة الاجتماعية. وقد أعرب السيد أوي شوبر من شركة فاينانس ان موشن استشاري لصندوق سند عن وجهة نظر المستثمر في إمكانات التكنولوجيا المالية لتطويرعمليات التمويل الأصغر بصورة فعالة من حيث التكلفة والانتشار. "تعمل التكنولوجيا المالية باستمرار على تغيير تفاعل العملاء مع مقدمي الخدمات المالية بطرق لم نكن نتصورها منذ خمس سنوات؛ لذلك يعتمد مستقبل مقدمي خدمات التمويل الأصغر على قدرتهم على استخدام تكنولوجيات جديدة تركز على العملاء وتتسم بالكفاءة من حيث التكلفة وتقوم بتوفير موارد وقدرات جديدة للابتكار والتوسع".

هناك شهية كبيرة للابتكار! استضاف مؤتمر سنابل الدورة الأولى من جائزة الإبتكار للاندماج المالي العربي. وقام المتسابقون الثمانية النهائيون بعرض حلولهم المبتكرة والتي ركزت على تقديم خدمات جديدة  وتعزيز كفاءة تقديم الخدمات الحالية وزيادة الانتشار من خلال توظيف التكنولوجيا في العمليات. وقد فاز كل من IFIN  للتمويل الإسلامي  بالجائزة الأولى وقيمتها 30 ألف دولار، وتطبيق  CiWA لمجموعات الإدخار الدوارة بالجائزة الثانية وقيمتها 15 ألف دولار، وتطبيق المؤسسة اللبنانية للتنمية - المجموعة بالجائزة الثالثة وقيمتها 10 آلاف دولار. وفي كلمته في الحفل الختامي، أعرب رضا معماري ، مؤسس الجائزة الإقليمية، عن سعادته بنتائج الدورة الأولى، وأشار بصفة خاصة إلى الأفكار المبتكرة التي جاءت من اليمن هذا العام على الرغم من عدم وصولها إلى المرحلة النهائية. وقال رضا: "آمل أن تستمر الجائزة خلال السنوات القادمة لتفتح المزيد من مجالات التعاون بين قطاعات التمويل الأصغر والابتكار من أجل  تعزيز الشمول المالي في العالم العربي".

واختتم المؤتمر أعماله بجوائز الأعضاء المتميزين في شبكة سنابل وفازت كل من شركة صندوق تمويل المرأة من الأردن وجمعية رجال أعمال الدقهلية لتنمية المجتمع من مصر بجائزة التميز لهذا العام  في ترجمة الرسالة الاجتماعية إلى ممارسات عملية. كما قامت سنابل بتنظيم زيارتين ميدانيتين للمشاركين بعد المؤتمر إلى كل من شركة تمويلكم وشركة صندوق تمويل المرأة من أجل تبادل الخبرات والمعرفة. 

بوابة الشمول المالي للتنمية هي شريك التواصل والمعرفة لمؤتمر سنابل السنوي لعام 2018. يمكنكم متابعة المزيد على #Sanabel2018 وعلى صفحة البوابة على الفيسبوك !

اترك تعليق

يقوم فريق تحرير البوابة بمراجعة وإدارة نشر التعليقات. نرحب بالتعليقات التي تقدم ملاحظات وأفكار ذات صلة بالمحتوى المنشور. تعلم المزيد.