تأثير الاتحاد الجمركي العربي على الصناعات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية

تقوم الصناعات الصغيرة والمتوسطة بدور رئيسي فى توفير فرص العمل،الى جانب مساهمتها بنصيب كبير فى اجمالى القيمة المضافة وقيامها بتوفير السلع والخدمات بأسعار فى متناول اليد لشريحة ضخمة من ذوى الدخل المحدود،وهى تعتبر وسيلة مفيدة لتوجيه المدخرات الصغيرة الى الاستثمار،كما أنها قادرة على تدعيم التجديد والابتكار وإجراء التجارب التى تعتبر أساسية للتغيير الهيكلى من خلال ظهور مجموعة من رواد الأعمال ذوى الكفاءة والطموح والنشاط،وهى قادرة أيضا على لعب دور أكثر ايجابية فى تنمية الصادرات وفى المساعدة على استحداث منتجات جديدة،وهى عند مستويات معينة من الإنتاجية يمكنها العمل كصناعات مغذية للصناعات الصناعية الكبيرة (كما هو الحال فى اليابان)،وبهذا يتم توفير النقد الأجنبى الذى ينفق على استيراد السلع الوسيطة أو الرأسمالية.كما أنها أيضا تعتبر بارومتر هام لمدى ما يتسم به السوق من حيوية وحركة. وتحقيق الاتحاد الجمركي العربي هو مرحلة متقدمة وتالية بعد قيام منطقة التجارة الحرة بالفعل بين 17 دولة عربية في العام 2005 ،كما انه مرحلة سابقة تهيء وتعد لاستراتيجية الوصول الى السوق العربية المشتركة في العام 2020. ولا شك فى أن الاسراع بالاتحاد الجمركى العربى ضرورة لعدالة المنافسة بين المنتجات العربية،الا أنه نظرا للأسلوب الذى تم به اقامة منطقة التجارة الحرة واستكمال رفع التعريفات الجمركية اعتبارا من بداية يناير 2005 دون اتخاذ اجراءات وقائية خلال الفترات الانتقالية تأخذ فى الاعتبار تأمين الصناعات الصغيرة والمتوسطة فى العديد من الدول العربية ضد مخاطر مراحل التحول نحو التكامل،علاوة على الأثر المباشر للاتحاد على توسيع السوق ، فانه من المتوقع أن يتم الاطاحة بعدد من هذه الصناعات واخراجها من دائرة النشاط الانتاجى. ويهدف هذا البحث لدراسة تأثير الاتحاد الجمركى العربى على الصناعات الصغيرة والمتوسطة فى الدول العربية.